مع الفلسفة الوجوديّة تحوّل الاهتمام من نظريّة المعرفة والبحث الفلسفي المعرفيّ، إلى الاهتمام بحاقّ الوجود؛ أي الاهتمام بالوجود ذاته.  وقد أدّى هذا التحوّل إلى دخول الفلسفة الغربيّة في مسار مختلفٍ وترك بصماتٍ عظيمة الأثر على هذه الفلسفة.  كما إن الفلسفة الإسامية طرأ عليها أمرٌ مشابهٌ مع التحوّل الذي أحدثته مدرسة الحكمة المتعالية؛ حيث تحوّل مركز الاهتمام إلى الوجود بعد ما كان الهمّ الفلسفيّ هماًّ ماهويًّا يحصر اهتمامه بالتفسر الماهويّ للوجود. وتكمن أهميّة هذا التحوّل في الأثر الذي تركه على مسائل الفلسفة كلهّا.
ويبدو في النظرة الأوليّة أنّ المسارين متشابهين، بل ربّما يحسب الناظر أنّ ثمة مسارًا واحدًا اعتُمد في الفلسفتين، ينبغي أن يؤدّي إلى نتائج مشركة بينها. وفي هذه المقالة بحثُ مسهبٌ عن مفهوم الوجود عند المدرستين بغاية المقارنة بينها، لاكتشاف نقاط الالتقاء ونقاط الافراق بينها يجري ذلك على صعيد المفهوم، وكذلك على مستوى خلفيات التحوّل، فضلاً عن النتائج التي أفضى إليها هذا التحوّل.

Attachments:
Download this file (58693578.pdf)58693578.pdf432 kB942 Downloads